لماذا خسر برشلونة سباق التعاقد مع نيكو ويليامز؟ كواليس القرار المفاجئ

في سوق الانتقالات، لا تسير الأمور دومًا كما تشتهي الأندية الكبرى. فبرشلونة، رغم تاريخه العريق وقوته التفاوضية، وجد نفسه هذه المرة خارج السباق على توقيع نيكو ويليامز، جناح أتلتيك بيلباو، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من ضمه. فماذا حدث؟ ولماذا اختار اللاعب البقاء؟ هنا القصة من داخل الكواليس.
برشلونة ونيكو.. علاقة بدأت ببرود وانتهت بخيبة
الحقيقة أن نيكو ويليامز لم يكن ضمن أولويات برشلونة منذ البداية. في صيف 2023، كان اللاعب قد خرج تمامًا من حسابات إدارة لابورتا، حتى إن بعض التقارير وصفته وقتها بأنه أصبح ضمن “القائمة السوداء” للنادي الكتالوني.
لكن الأمور اختلفت هذا الصيف. من بادر بالاتصال؟ نيكو نفسه.
عبر وكيله، طرق جناح بيلباو أبواب برشلونة من جديد. ورغم أن النادي لم يكن متحمسًا في البداية، إلا أن رغبة اللاعب المفاجئة أعادت إحياء الفكرة داخل مكاتب “كامب نو”.
ماذا دفع نيكو ويليامز للعودة إلى برشلونة؟
السبب لم يكن حبًا خالصًا للنادي، بل كما كشفت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، كان بدافع شخصي جدًا: أصدقاؤه في المنتخب الإسباني.
نيكو أراد أن يتواجد بجانب زملائه الكتالونيين في “لاروخا”، وهو ما جعله يميل لفكرة الانتقال إلى برشلونة، حتى وإن كانت مغامرة محفوفة بالمخاطر.
لكن برشلونة لم يكن مستعدًا لمنح اللاعب “شيك على بياض”.
العقد.. العقبة التي أنهت كل شيء
عندما تحولت المحادثات من مجرد رغبة إلى مفاوضات رسمية، اشترط وكيل نيكو ويليامز إضافة بند يسمح للاعب بالرحيل مجانًا إذا فشل النادي في تسجيله ضمن قائمة الموسم الجديد، وهو سيناريو أصبح متكررًا مع الأزمة المالية التي يعانيها برشلونة.
هنا توقفت الإدارة. من وجهة نظرهم، الصفقة التي قد تصل قيمتها إلى 60 مليون يورو لا يمكن أن تكون بهذا القدر من المجازفة.
في تلك اللحظة، بدأ الشك يتسلل إلى مكاتب “كامب نو” حول دوافع اللاعب الحقيقية:
هل هو مرتبط فعلاً بمشروع برشلونة؟ أم أن كل ما يهمه هو اللعب بجوار أصدقائه مؤقتًا؟
المثير أن عائلة نيكو -والتي تملك روابط قوية مع أتلتيك بيلباو- لم تكن متحمسة لفكرة الرحيل من الأساس.
النهاية المفاجئة.. توقيع بلا مقدمات
بين شد وجذب، وصلت المفاوضات لطريق مسدود منتصف الأسبوع.
لكن المفاجأة كانت يوم الجمعة صباحًا عندما أعلن أتلتيك بيلباو رسميًا تجديد عقد نيكو ويليامز حتى صيف 2034، دون أي إخطار مسبق لبرشلونة.
صفقة انهارت بهدوء، لكنها كشفت عن الكثير:
برشلونة لم يخسر لاعبًا فقط، بل خسر معركة ثقة.
دروس برشلونة من الصفقة
- اللاعبون الشباب يبحثون عن الأمان قبل كل شيء، خاصة في ظل الأزمات المالية المتكررة لبعض الأندية.
- لا يكفي أن تكون ناديًا بحجم برشلونة لجذب الأسماء الكبرى، فالاستقرار الإداري والمالي أصبح شرطًا أساسيًا.
- الأصدقاء في المنتخب لا يصنعون وحدهم قرارات الانتقال، فالانتماء والمستقبل المضمون كانا أقوى.
لم يخسر برشلونة نيكو ويليامز لأنه لم يفاوض بجدية. ولم يخسره لأن اللاعب لم يكن يرغب في القدوم.
خسره لأن الخوف – من كلا الطرفين – كان أكبر من الحلم.
نيكو اختار البقاء حيث يشعر بالأمان، وبرشلونة اختار ألا يدخل مغامرة قد تكلفه الكثير.
وفي النهاية، في عالم كرة القدم، ليس كل باب يُفتح يعني بالضرورة أن تعبره.