الحكم بالسجن على أنشيلوتي.. التفاصيل الكاملة لقضية هزت مدريد

في قضية أعادت الجدل حول التهرب الضريبي في عالم كرة القدم الإسبانية، صدر حكم بالسجن لمدة عام واحد بحق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني الحالي لمنتخب البرازيل، والمدرب السابق لنادي ريال مدريد، بتهمة عدم التصريح عن إيرادات حقوق صورته في عام 2014، خلال ولايته الأولى في العاصمة الإسبانية.

ورغم صدور الحكم عن المحكمة الجنائية رقم 30 في مدريد، فإن أنشيلوتي لن يدخل السجن فعليًا على الأرجح، إذ يُعد تنفيذ العقوبات التي تقل عن عامين نادرًا في إسبانيا بالنسبة للمدانين للمرة الأولى وغير المتورطين في جرائم عنف.

من ريال مدريد إلى المحكمة.. كيف بدأت القصة؟

تعود القضية إلى الفترة بين عامي 2013 و2015، حين كان أنشيلوتي مدربًا لريال مدريد في ولايته الأولى. وأظهرت التحقيقات أنه لم يُدرج دخل حقوق صورته في إقراراته الضريبية لعام 2014، رغم اعترافه بأنه كان مقيمًا ضريبيًا في إسبانيا آنذاك. وقد اتهمته النيابة الإسبانية في عام 2020 بإخفاء ما مجموعه 1.62 مليون يورو، مطالبة بسجنه أربع سنوات وتسعة أشهر وتغريمه 3.2 مليون يورو، إلا أن المحكمة خفّفت العقوبة لاحقًا.

أنشيلوتي أوضح في شهادته خلال جلسات المحاكمة أنه كان يفاوض عقده دائمًا بقيمة صافية (6 ملايين يورو سنويًا)، مشيرًا إلى أنه ليس خبيرًا في الشؤون الضريبية، وأن مسؤولية التصريح عن حقوق الصورة تقع على النادي، وليس عليه شخصيًا.

كما نفى وجود أي نية للخداع، وأكد أنه سدّد المبلغ الكامل المستحق عليه في عام 2021، قبل وصول القضية إلى المحكمة.

ما تأثير الحكم على مسيرته مع البرازيل؟

الحكم على أنشيلوتي، الذي تسلّم مؤخرًا قيادة منتخب البرازيل بعد نهاية ولايته الثانية مع ريال مدريد في صيف 2025، يضع المدرب البالغ من العمر 65 عامًا في موقف حرج، خاصة مع الانطلاقة المنتظرة لمشروعه الجديد على رأس السيليساو. فرغم أن الحكم لن يُنفّذ على الأغلب، إلا أن تبعاته المعنوية والقانونية قد تترك أثرًا على صورته في الإعلام الدولي وعلى علاقته بالمؤسسات الرياضية.

وبينما تسعى البرازيل للعودة إلى منصات التتويج بقيادة أنشيلوتي، يبقى هذا الملف القضائي مفتوحًا على مستوى الرأي العام، ويُثير أسئلة جديدة حول التزام الأندية والمدربين بالأنظمة الضريبية في إسبانيا.