ريال مدريد يتحرك بذكاء لحسم صفقة الظهير الأيسر.. بالتعاون مع مانشستر يونايتد

دخل نادي ريال مدريد في مفاوضات استراتيجية لحل أزمة الظهير الأيسر التي تؤرق الفريق، وذلك عبر خطة مبتكرة تشمل التعاون مع مانشستر يونايتد للتعاقد مع النجم الإسباني الشاب ألفارو كاريراس، لاعب بنفيكا البرتغالي.
كاريراس، البالغ من العمر 22 عامًا، تألق هذا الموسم بقميص بنفيكا وسجّل 4 أهداف وقدّم 5 تمريرات حاسمة خلال 47 مباراة، ما لفت أنظار الأندية الكبرى في أوروبا، وعلى رأسها ريال مدريد، خاصة بعد أدائه اللافت في دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة وأتلتيكو مدريد.
خطة مدريد لتفادي صرامة بنفيكا

ورغم أن بنفيكا حددت مبلغ 60 مليون يورو كثمن للتخلي عن كاريراس، فإن ريال مدريد لا يعتزم الدخول في مفاوضات مباشرة مع النادي البرتغالي المعروف بمواقفه التفاوضية الصلبة، خاصة مع رئيسه الحالي روي كوستا.
الحل الذي يعمل عليه الميرينغي يتمثل في استغلال شرط إعادة الشراء الموجود في عقد مانشستر يونايتد، والذي يتيح للنادي الإنجليزي استعادة كاريراس مقابل 18 مليون يورو فقط، وهو ما يُعد فرصة ذهبية لتفادي دفع المبلغ الكامل لبنفيكا.
الخطة تقتضي أن يقوم مانشستر يونايتد بتفعيل البند، ثم بيع اللاعب مباشرة إلى ريال مدريد مقابل 30 إلى 35 مليون يورو، مما يحقق مكاسب لجميع الأطراف: يستفيد يونايتد ماديًا، ويتفادى الريال الدخول في مفاوضات شاقة، بينما يحصل اللاعب على فرصة العودة إلى بيته القديم.

الوجه المألوف يعود إلى سانتياغو برنابيو
الجدير بالذكر أن كاريراس ليس غريبًا عن أجواء ريال مدريد، إذ سبق له أن ارتدى قميص الفريق في فئاته السنية بين عامي 2017 و2020، قبل أن يرحل إلى مانشستر يونايتد في خطوة جريئة بسبب المنافسة الكبيرة في مركز الظهير الأيسر، حينها كانت الأولوية لمواهب مثل ميغيل غوتيريز وفران غارسيا.
وبعد تجربة تطورية ناجحة في إنجلترا، منها فترة إعارة مميزة في دوري الدرجة الأولى مع بريستون، انتقل كاريراس إلى بنفيكا حيث انفجرت موهبته بشكل لافت.
ويأتي هذا التحرك من ريال مدريد في وقت يعاني فيه الفريق من غيابات متكررة في مركز الظهير الأيسر، بسبب الإصابات المتلاحقة لـ فيرلان ميندي ودافيد ألابا. وكان النادي قد علّق خطة التعاقد مع ظهير بعد فشل صفقة ألفونسو ديفيز الذي جدد عقده مع بايرن ميونخ.
كما أن عودة ميغيل غوتيريز لم تعد خيارًا مفضلًا لدى كارلو أنشيلوتي، خاصة بعد موسمه المخيب مع جيرونا، ما دفع إدارة الريال للنظر إليه كخيار للبيع فقط، في ظل احتفاظهم بنسبة 60% من حقوق بيعه المستقبلية.
في المقابل، يرى ريال مدريد أن كاريراس، الذي بات أحد أبرز الأسماء في مركزه على الساحة الأوروبية، قادر على أن يكون مشروع ظهير أيسر طويل الأمد في الفريق، خاصة مع معرفته الجيدة بأسلوب النادي وانسجامه مع فلسفة اللعب في “البرنابيو”.
خطوة التعاقد مع كاريراس لا تمثل فقط تحركًا تكتيكيًا ذكيًا، بل تجسيدًا لرؤية استراتيجية جديدة لإدارة الريال في سوق الانتقالات، تقوم على انتقاء اللاعبين ذوي الجودة والتجربة، دون الرضوخ لمطالب الأندية المبالغ فيها.