رسمياً.. كارلو أنشيلوتي مدرباً للبرازيل حتى مونديال 2026

في خطوة تُعدّ تاريخية بكل المقاييس، أعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، صباح الإثنين، تعيين المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي مديرًا فنيًا جديدًا للمنتخب الأول، بعقد يمتد حتى نهاية كأس العالم 2026، ليكون أول مدرب أجنبي يقود السيليساو منذ تأسيسه.
ويأتي التعيين في توقيت بالغ الحساسية، وسط اضطرابات إدارية داخل أروقة الاتحاد، وتحقيقات قانونية تهدد مستقبل الرئيس إدنالدو رودريغيز، الذي وصف التعاقد مع أنشيلوتي بأنه “رسالة قوية للعالم بأن البرازيل عازمة على استعادة مجدها المفقود”.
أنشيلوتي يعود للبرازيل من بوابة التاريخ
المدرب الإيطالي، البالغ من العمر 65 عامًا، يخوض أول تجربة رسمية له على مستوى المنتخبات، بعد مسيرة استثنائية مع كبرى أندية أوروبا، حقق خلالها ألقاب دوري أبطال أوروبا والدوريات المحلية في خمس بطولات كبرى.
ورغم أن هذه أول مرة يُعيَّن فيها كمدير فني لمنتخب، إلا أن أنشيلوتي لم يكن غريبًا عن عالم المنتخبات، فقد بدأ مسيرته كمساعد للمدرب أريغو ساكي مع منتخب إيطاليا خلال مونديال 1994، عندما خسر الأزوري النهائي أمام… البرازيل نفسها، بركلات الترجيح، في سيناريو لا يزال محفورًا في ذاكرة عشاق الكرة.
واليوم، وبعد ثلاثة عقود تقريبًا، يعود أنشيلوتي إلى البرازيل، ولكن في موقع مختلف تمامًا، كقائد لمشروع وطني جديد يعوّل عليه البرازيليون لإعادة الفريق إلى منصات التتويج.
وبحسب صحيفة “Globo Esporte”، يتضمن عقد أنشيلوتي مزايا غير مسبوقة، تعكس حجم الرهان البرازيلي على المدرب الإيطالي، أبرزها:
- راتب سنوي: 10 ملايين يورو
- مكافأة التتويج بكأس العالم 2026: 5 ملايين يورو
- مدة العقد: 14 شهرًا
- طائرة خاصة: مخصصة لتنقلاته بين أوروبا والبرازيل
- مباراة ودية تكريمية: تجمع ريال مدريد وبرشلونة في “سانتياغو برنابيو” احتفاءً بمسيرته
هذا العقد، الذي يُعتبر من بين الأغلى في تاريخ مدربي المنتخبات، يعكس الرغبة الجامحة لدى الاتحاد البرازيلي في ضخ دماء جديدة وإحداث نقلة نوعية على مستوى الأداء والنتائج.
مهمة تبدأ في مايو.. والعين على كوبا أمريكا
من المقرر أن يبدأ أنشيلوتي مهامه رسميًا يوم 26 مايو 2025، بعد نهاية الموسم الكروي مع ريال مدريد، حيث سيصل إلى ريو دي جانيرو ويتم تقديمه رسميًا، على أن يُعلن قائمة أولية من 23 لاعبًا لمواجهتي الإكوادور وباراغواي في تصفيات كأس العالم، المقررتين في يونيو.
كما من المتوقع أن يُشرف على معسكر تدريبي يُقام في مركز كورينثيانز التدريبي بداية من 2 يونيو، تمهيدًا لانطلاقة قوية.
وفي ظل التراجع الكبير الذي عرفه المنتخب منذ رحيل تيتي، وغياب الهوية الفنية، يُنتظر من أنشيلوتي العمل على بناء توليفة جديدة تضم عناصر الخبرة مثل نيمار وكاسيميرو، إلى جانب أسماء واعدة مثل أنتوني (ريال بيتيس) وكايو هنريكي (موناكو)، وأليكساندرو (ليل).
التحدي الأكبر: هل ينجح أنشيلوتي في إعادة السامبا للقمة؟
رغم الإنجازات المحلية والدولية التي حققها أنشيلوتي كمدرب للأندية، تبقى التجربة مع منتخب بحجم البرازيل تحديًا من نوع خاص، لا سيما وأن التوقعات الجماهيرية مرتفعة للغاية، والفريق يعيش واحدة من أكثر فتراته اضطرابًا.
هل ينجح أنشيلوتي في إعادة المجد للكرة البرازيلية؟ وهل تكون بصمته حاسمة في تصحيح المسار قبل كأس العالم 2026؟
كل الأنظار الآن تتجه إلى “كارليتو”، المدرب الهادئ الذي قاد أعظم الفرق الأوروبية، فهل يصنع التاريخ مع أعظم منتخب في العالم؟