دموع مودريتش تُلخص معاناة الريال… بعد رباعية باريس

لم تكن الخسارة القاسية التي تلقاها ريال مدريد أمام باريس سان جيرمان مجرد خروج من نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025، بل كانت إعلانًا صادمًا عن نهاية مرحلة ومغادرة رموز طالما شكّلت هوية الفريق، وعلى رأسهم النجم الكرواتي لوكا مودريتش.

الرباعية التي تلقاها الميرنغي على ملعب “ميتلايف” كشفت هشاشة خط الدفاع، ووضعت الفريق تحت مجهر الانتقاد، ولكن المشهد الأعمق كان في لقطات ما بعد المباراة، حين عانق الصمت مودريتش، وذرف دموعًا صامتة تروي فصول معاناة فريق بأكمله.

مودريتش.. الرحيل المؤلم

جلس مودريتش على مقاعد البدلاء خلال المباراة، وكانت نظراته الممتلئة بالخذلان تراقب انهيار فريقه في الدقائق الأولى من اللقاء، حيث استقبل ريال مدريد 3 أهداف خلال 24 دقيقة فقط.

لم يحتج الكرواتي للكلمات، فقد تكفلت دموعه بتلخيص كل شيء. لقد كانت هذه هي المباراة الأخيرة له بقميص ريال مدريد، حيث أنهى مشواره الطويل والمؤثر بخسارة موجعة وموسم صفري دون ألقاب.

عناق أخير من تشابي ألونسو

المشهد الإنساني الذي لفت الأنظار عقب اللقاء، كان في احتضان المدرب تشابي ألونسو لمودريتش، وتقبيله لرأسه وسط دموعه. لم تكن مجرد لفتة دعم، بل بدت وكأنها اعتذار أخلاقي من مدربٍ يعلم أن النهاية لم تكن تليق بقائد بحجم لوكا.

وقال ألونسو بعد المباراة:
“لوكا سيبقى في الذاكرة كأيقونة حقيقية لكرة القدم، ما حدث اليوم لن يُغير من مكانته أبدًا.”

مودريتش يرفض الرحيل الصامت

ورغم أنه كان قد أنهى اتفاقه مع نادي ميلان الإيطالي للانضمام إليه في الانتقالات الصيفية، أصر مودريتش على البقاء مع ريال مدريد حتى نهاية كأس العالم للأندية، مؤجلًا الفحص الطبي ومغادرته الرسمية ليُنهي الفصل الأخير مع الميرنغي بروح الوفاء.

أزمة داخلية تحتاج إلى إعادة البناء

هزيمة باريس الثقيلة أعادت طرح تساؤلات جادة حول مستقبل ريال مدريد الدفاعي، ووضعت ألونسو أمام مهمة ضخمة لإعادة هيكلة الفريق، خصوصًا في ظل رحيل أسماء كبيرة وغياب البدائل الجاهزة.

وداع مودريتش لم يكن مجرد خبر رياضي، بل لحظة عاطفية ستظل راسخة في ذاكرة الجماهير المدريدية، وواحدة من اللحظات التي تُجسّد كيف يمكن لكرة القدم أن تجمع بين المجد والدموع في مشهدٍ واحد.